من قلب العاصمة صنعاء، وبقية عواصم المحافظات اليمنية..
بين أروقة المؤسسات الحكومية المتصدعة، يتربص شبح الفساد، كائن سرمدي يمتد جذوره في أعماق التاريخ، ويتغذى على دماء الشعب اليمني.
أعد هذا التقرير:-
الناشط الحقوقي عادل الحداد..
ليس مجرد وثيقة، بل صرخة مدوية في وجه الظلم، شهادة على جبروت الفساد الذي استشرى في كل زاوية من زوايا الدولة والحكومات باليمن
الفساد ، كائن أزلي منذ فجر التاريخ، رافق الفساد البشرية، متنقلاً بين الحضارات، متخفياً في ثياب مختلفة، لكنه دائماً ما يحمل نفس السموم القاتلة.
إنه ليس مجرد سلوك سيئ، بل هو نظام متكامل، يهدف إلى تدمير المجتمعات، وسلب حقوق الضعفاء، وإثراء القلة على حساب الأغلبية.
القرآن الكريم، في آياته بين وأشار ،
العديد من الآيات التي تنهى عن الفساد وتصف أصحابه وتبيّن عواقبهم، ومنها: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} (الأعراف: 56)، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (البقرة: 205)، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64)، و**{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}** (الروم: 41). تُحرّم الآيات الشرعية الإفساد في الأرض وتشير إلى أن الله لا يصلح عمل المفسدين.
آيات تنهى عن الفساد..
{وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} (الأعراف: 56).
{وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} (القصص: 77).
{كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (البقرة: 60).
آيات تبيّن أن الله لا يحب الفساد والمفسدين
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (البقرة: 205).
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} (البقرة: 13).
{وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64).
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (يونس: 81) صدق الله العظيم.
يحذر من هذا الوباء، ويدعو إلى محاربته بكل قوة. جميع الشرائع السماوية، من صحف إبراهيم وموسى، إلى الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن، تؤكد على ضرورة مكافحة الفساد، وتحذر من عواقبه الوخيمة.
جبروت الفساد في اليمن واقع مرير ، تجسد الفساد في أبهى صوره، وتحول إلى وحش كاسر يلتهم كل ما يقع في طريقه. من جرائم الفساد المالي والإداري، إلى الانتهاكات الأخلاقية، لم يسلم جهاز أو مؤسسة أو هيئة أو وزارة من هذا الوباء. الأموال العامة تنهب، والمشاريع تتعثر، والخدمات تتدهور، والفقر يتفاقم، بينما يزداد الفاسدون ثراءً ونفوذاً.
أمثلة على الفساد في أجهزة ومؤسسات الدولة والهيئات وا وزارات الحكومة
الفساد المالي: اختلاس الأموال العامة، الرشوة، المحسوبية، تضخم العقود، غسيل الأموال.
الفساد الإداري: البيروقراطية، تعطيل المعاملات، المحسوبية في التوظيف، سوء إدارة الموارد.
الفساد الأخلاقي: استغلال النفوذ، التحرش، التمييز، انتهاك حقوق الإنسان.
▪︎أثر الفساد على المجتمع:
تدهور الاقتصاد: تعطيل التنمية، هروب الاستثمارات، ارتفاع معدلات البطالة، تفاقم الفقر.
انهيار الخدمات: تدهور الصحة، التعليم، البنية التحتية، الأمن.
تآكل الثقة: فقدان الثقة في الحكومة، انتشار الإحباط، تزايد العنف.
تقويض العدالة: انتشار الظلم، إفلات الفاسدين من العقاب، تدهور سيادة القانون.
دعوة إلى العمل:
هذا التقرير ليس مجرد سرد للوقائع، بل هو دعوة إلى العمل، على محاربة ومكافحة الفساد، واستعادة الحقوق المسلوبة، وإلى بناء يمن يزدهر فيه العدل والمساواة والكرامة. يجب على جميع اليمنيين، من مختلف الشرائح والتوجهات، أن يتحدوا في مواجهة هذا التحدي، وأن يطالبوا بمحاسبة الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، وإصلاح المؤسسات، وبناء دولة القانون.
الخاتمة:
الفساد ليس قدراً محتوماً، بل هو نتيجة لغياب الشفافية والمساءلة، وانتشار ثقافة الإفلات من العقاب. يمكننا أن ننتصر على الفساد، إذا ما توحدنا، وعملنا معاً، ووضعنا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. يجب أن نؤمن بأن المستقبل اإلى الأفضل ينتظرنا، إذا ما اخترنا طريق الحق والعدالة.

تعليقات