صنعاء، حيث تتشابك الأزقة الضيقة مع حكايات الزمن، لا يزال الأمل يرفرف، لكنه يختنق في سماء مليئة بالدخان

صنعاء، حيث تتشابك الأزقة الضيقة مع حكايات الزمن، لا يزال الأمل يرفرف، لكنه يختنق في سماء مليئة بالدخان
. صنعاء، حيث تتشابك الأزقة الضيقة مع حكايات الزمن، عاشت المدينة عقدًا من الزمن تحت وطأة الفساد والظلم والقهر. كانت المدينة تنزف، وكل يوم يمر يثقل كاهلها بقرارات شكلية، ولجان شكلية، لم تجلب سوى المزيد من المعاناة للمواطن. بدأت القصة بتعيين لجان، تلو لجان، كل منها مُكلف بمهمة مستحيلة: حل مشاكل المدينة. لجنة أمنية، عسكرية، لحل قضايا الأراضي والممتلكات، لكنها زادت الطين بلة، وأصبحت الأراضي تُنهب، والممتلكات تُصادر، والفساد يتفشى. ثم جاءت لجنة السجناء المعسرين، الذين طال أمد سجنهم، وأُهملت قضاياهم لسنوات. كان الأمر بمثابة سخرية من العدالة، حيث ظل السجناء يعانون، والظلم يتفاقم. تلتها لجنة اقتصادية، مهمتها تخفيف الأعباء عن كاهل المواطن. لكنها لم تفعل شيئًا سوى زيادة الأسعار، وتدهور الأوضاع المعيشية، حتى أصبح المواطن يعاني من الجوع والفقر. أما اللجنة المعنية بمكافحة الفساد، فقد كانت بمثابة نكتة سوداء. فقد تم دمج أجهزة الرقابة والمحاسبة، لكن الفساد استمر في الانتشار، وأصبح الفاسدون يتمتعون بالإفلات من العقاب. وفي خضم هذه الفوضى، ظهرت لجنة أخرى، مهمتها حل مشاكل المودعين في البنوك. لكن أموال المودعين ظلت مجمدة، ومعاناتهم مستمرة، بينما البنوك تنهار، والأمل يتلاشى. أخيرًا، ظهرت لجنة لحماية ضحايا الشركات الوهمية، الذين فقدوا أموالهم في عمليات احتيال. لكن هذه اللجنة لم تفعل شيئًا سوى مصادرة أموال الضحايا، وتفاقم الظلم، حتى أصبح الضحايا محرومين من أموالهم، والظالمون يضحكون. ويستمر طاعون الظلم والقهر والاستبداد والباطل والفساد، أصبح المواطن يعيش في جحيم. كل يوم يمر، يزداد فيه الظلم، وتتفاقم فيه المعاناة. المدينة والمواطن تنزف، والجميع يتفرجون. كانت صنعاء مدينة الأمل، لكنها تحولت إلى مدينة اليأس. كانت مدينة السلام، لكنها أصبحت مدينة الفساد. كانت مدينة العدالة، لكنها أصبحت مدينة الظلم.

تعليقات